وَطَنٌ وُلِدتُ عَلَى ثَرَاهُ،
فَانبَثَقَ فِي قَلْبِي اخْضِرَارٌ كَاخْضِرَارِ أَرْضِهِ،
وَاحْتَوَانِي كَمَا تَحْتَضِنُ الأُمُّ وَلِيدَهَا،
يَزْرَعُ فِي الأَرْوَاحِ بُذُورَ الانْتِمَاءِ،
وَيُثْمِرُ حُبًّا لَا يَذْبُلُ مَهْمَا امْتَدَّ العُمْرُ.
هِيَ السُّعُودِيَّةُ… أَرْضٌ تَتَجَاوَزُ حُدُودَ الجُغْرَافِيَا،
لِتَغْدُو هُوِيَّةً وَرُوحًا،
نَبْضًا يَسْكُنُ الشَّرَايِين،
وَصَوْتًا يَعْلُو كُلَّمَا خَفَقَ القَلْبُ بِالوَلَاءِ.
تَرَانِيمُ الأَنَاشِيدِ الوَطَنِيَّةِ أَنْشَدْنَاهَا أَطْفَالًا،
فَأَيْقَظَتْ فِينَا عِشْقَ البَقَاءِ،
وَكَبِرْنَا نُرَدِّدُهَا،
فَإِذَا بِهَا تَصِيرُ جُزْءًا مِنْ مَلَامِحِنَا،
وَعُنْوَانًا لِحَيَاتِنَا مِنَ المَهْدِ إِلَى الكِبَرِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْهَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ،
وَأَدِمْ عَلَيْهَا عِزَّهَا وَأَمْنَهَا،
وَاجْعَلْهَا صَرْحًا شَامِخًا لَا يَزُولُ،
فِيهَا السَّكِينَةُ، وَمِنْهَا الامْتِدَادُ،
وَبِهَا نَرَى مَلَامِحَ الغَدِ المُشْرِقِ.